مابريس تيفي
الاثنين 26 ماي 2025
في مشهد يتكرر بوجع مُعتاد، استيقظت جماعة سبت الكردان، اليوم الإثنين، على فاجعة جديدة راحت ضحيتها أربع نساء يعملن في الضيعات الفلاحية، فيما نُقلت أخريات في حالة حرجة إلى المستشفى، عقب حادث سير مروّع سببه انفجار عجلة سيارة من نوع “بيكوب” كانت تقلّ 14 عاملة.
حادث اليوم ليس مجرد رقم يُضاف إلى سجل الحوادث المميتة، بل هو مرآة صارخة لواقع مؤلم تعيشه آلاف النساء المغربيات اللواتي يضطررن يوميًا لركوب وسائل نقل غير مؤهلة، بحثًا عن لقمة عيش بعرق الجبين في الحقول الممتدة بين الشمس والغبار.
وبحسب بلاغ صادر عن الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بأكادير، فإن السيارة فقدت توازنها إثر انفجار العجلة، ما أدى إلى اصطدام مباشر بسيارة قادمة من الاتجاه المعاكس، مُخلّفًا خسائر بشرية جسيمة: أربع وفيات، خمس إصابات خطيرة، وستة جرحى بجروح متفاوتة الخطورة، بينهم السائقان.
فيما باشرت النيابة العامة تحقيقًا لتحديد المسؤوليات، يبقى السؤال الأعمق معلقًا:
إلى متى سيظل نقل العاملات الزراعيات خارج أي إطار قانوني أو حماية اجتماعية؟
نقل محفوف بالخطر
غالبًا ما يتم نقل العاملات في ظروف تفتقر لأدنى معايير السلامة: سيارات مفتوحة، اكتظاظ يفوق طاقة المركبة، وانعدام وسائل الوقاية. ورغم الحوادث المتكررة، لا تزال هذه الظاهرة مستمرة في مناطق فلاحية عديدة كسوس، الغرب، واللوكوس.
“كل مرة كيموتو بنات فالطريق، وما كيتبدل والو”، تقول فاطمة، وهي عاملة فلاحية تنحدر من ضواحي تارودانت، مضيفة: “ما عندنا خيار، يا نخدمو بهاد الطريقة يا نجلسو بلا خبز”.
مطالب متجددة بإصلاح المنظومة
المنظمات الحقوقية والنسائية دقّت مرارًا ناقوس الخطر، داعية إلى:
- تقنين نقل العاملات الزراعيات وفق دفتر تحملات واضح.
- تحميل المسؤولية لأرباب الضيعات الذين يغضون الطرف عن ظروف نقل العاملات.
- إدماج العاملات في منظومة التغطية الاجتماعية لضمان حقوقهن في التأمين والحماية.
في انتظار ذلك، تبقى النساء العاملات في الحقول يخُضْن معركة البقاء يوميًا، ليس فقط ضد العناء الجسدي، بل أيضًا ضد هشاشة قانونية تجعل حياتهن معلقة بخيط رفيع على طرقات الموت.