مابريس تيفي
شهدت مدينة مراكش، صباح الأحد 20 أبريل، مسيرة احتجاجية ضخمة نظمتها فعاليات شبابية أمازيغية، بمشاركة الآلاف من المواطنات والمواطنين الذين قدموا من مختلف مناطق المغرب، رافعين الأعلام الأمازيغية ومرددين شعارات تؤكد على التشبث بالهوية واللغة والثقافة الأمازيغية، وتطالب بتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية وتحقيق العدالة الاجتماعية والمجالية.
المسيرة، التي انطلقت من ساحة باب دكالة وجابت الشوارع الرئيسية للمدينة، جرت في أجواء تنظيمية سلمية، وسط حضور مكثف لنشطاء المجتمع المدني وشخصيات بارزة في الساحة الأمازيغية. وقد عبّر المشاركون عن غضبهم من التراجعات التي تعرفها قضية الأمازيغية، معتبرين أن الحكومة لم تلتزم بتعهداتها الدستورية والقانونية المتعلقة بتفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية في التعليم والإدارة والإعلام.
أكثر من 50 هيئة تدعم المسيرة
ما ميّز هذه المسيرة، التي جاءت تخليدًا لذكرى “الربيع الأمازيغي” (تافسوت ن ئمازيغن)، هو الانخراط الواسع لأزيد من 50 منظمة وتنسيقية وجمعية أمازيغية وحقوقية، عبّرت عن دعمها لهذا الشكل الاحتجاجي، الذي يندرج ضمن مسلسل نضالي طويل يطالب بإنصاف الأمازيغية كمكون أصيل من مكونات الهوية الوطنية.
اتهامات للحكومة بالتقاعس والانكار
في تصريحات لعدد من النشطاء، اعتبروا أن السلطات العمومية تُمعن في التراجع عن التزاماتها، مستدلين بعدم تفعيل القانون التنظيمي المتعلق بالأمازيغية في التعليم والإعلام، واستمرار الممارسات الإقصائية في عدة مؤسسات، من بينها منع تسجيل الأسماء الأمازيغية، وحرمان أساتذة الأمازيغية من أداء مهامهم، ووضع لوحات تشوير عمومية بدون اللغة الأمازيغية.
من الهوية إلى العدالة الاجتماعية
وأكد عادل أداسكو، منسق هيئة شباب تامسنا الأمازيغي، أن “الاحتجاج اليوم لا يقتصر فقط على قضايا الهوية واللغة، بل يتعداها ليشمل المطالب الاجتماعية والاقتصادية للمناطق المهمشة، خاصة ضحايا الزلزال الذين لا يزالون يعيشون أوضاعًا مزرية في خيام بلا حماية، ووسط ظروف من التهميش المزمن”، مضيفًا أن “السلطات تواصل نهب الثروات الطبيعية للأراضي الأمازيغية، بينما تمنع السكان من استغلال أراضيهم وبناء مساكنهم بدعوى غياب التراخيص”.
اعتقالات وتضييق على الحريات
كما ندد المشاركون في المسيرة بما وصفوه “بالتضييق المتزايد على الحريات”، مستنكرين استمرار اعتقال عدد من الطلبة والنشطاء الأمازيغيين، ومعتبرين أن القمع لن يثني الحركة الأمازيغية عن مواصلة النضال من أجل كرامة المواطنات والمواطنين، والاعتراف الكامل بالأمازيغية في جميع مناحي الحياة العامة.
أمام منعطف حاسم
واختتمت المسيرة برسالة واضحة إلى السلطات، مفادها أن الصوت الأمازيغي أصبح أكثر وعيًا وتنظيمًا، وأن الاستجابة لمطالبه لم تعد تحتمل المزيد من التأجيل أو التسويف. وفي هذا السياق، قال الناشط رشيد أيت مبارك: “نحن اليوم أمام منعطف خطير يستهدف هويتنا الأمازيغية، وما زالت بعض العقول داخل الدولة تحاربها بشتى الوسائل، لكن نضالنا خيار لا رجعة فيه”.