مابريس تيفي
الثلاثاء 13 ماي 2025
في خطوة تعكس تحولًا استراتيجيًا في الموقف الفرنسي تجاه قضية الصحراء المغربية، أعلنت الوكالة الفرنسية للتنمية عن برنامج استثماري جديد بقيمة 150 مليون يورو مخصص للأقاليم الجنوبية للمملكة، موزّع على سنتي 2025 و2026.
الزيارة التي قام بها رئيس الوكالة، ريمي ريو، إلى الرباط والأقاليم الجنوبية، شكلت محطة محورية في توطيد الشراكة بين الرباط وباريس، حيث عقد لقاءات مع مسؤولين حكوميين ومحليين، ووقف على أولويات التنمية في المنطقة.
ووفق البيان الرسمي الصادر عن الوكالة، فإن هذه الاستثمارات ستُوجَّه إلى مشاريع استراتيجية في مجالات البيئة، وتأمين الموارد المائية، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، في انسجام تام مع النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية الذي أطلقه المغرب في السنوات الأخيرة.
سياق سياسي ودبلوماسي داعم
هذا التطور يأتي بعد زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المغرب في أكتوبر الماضي، والتي أسفرت عن توقيع اتفاقيات ضخمة تتجاوز قيمتها 10 مليارات دولار. وآنذاك، تم التأكيد على إرادة مشتركة لتوسيع مجالات التعاون، خاصة في الجوانب الاقتصادية والثقافية.
وفي خطوة رمزية ذات دلالة سياسية قوية، أعلنت باريس أيضًا عن نيتها افتتاح مركز ثقافي وخدمة قنصلية في الصحراء المغربية لمعالجة طلبات التأشيرات، ما يكرّس حضورًا فرنسيًا مباشراً في المنطقة.
دلالات الاستثمار
يتجاوز هذا الاستثمار طابعه التنموي، ليحمل في طياته رسالة سياسية واضحة، مفادها أن باريس لم تعد تكتفي بالمواقف الرمادية بشأن قضية الصحراء، بل بدأت ترجمة دعمها للمبادرة المغربية للحكم الذاتي من خلال مشاريع على الأرض.
ويُتوقع أن تفتح هذه الخطوة الباب أمام شركاء دوليين آخرين لاتخاذ مواقف مماثلة، خاصة في ظل الدينامية الدبلوماسية التي يقودها المغرب لتعزيز الاعتراف الدولي بسيادته على كامل ترابه الوطني.