• Home  
  • بنكيران يرد على الوالي: “كتهاجمني حيت لقيتيني حيط قصير”
- أخبار الساعة - منوعات

بنكيران يرد على الوالي: “كتهاجمني حيت لقيتيني حيط قصير”

مابريس تيفي لم تكن التصريحات الأخيرة لعبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، مجرد زلة لسان عابرة. حين وصف بعض المنتقدين بـ”الميكروبات” و”الحمير”، بدا الرجل كما لو أنه دخل حلبة ملاكمة لفظية بلا قفازات، في زمنٍ صار فيه المواطن أكثر حساسية تجاه الكلمة، وأكثر وعياً بأن الاحترام في الخطاب ليس ترفاً بل قاعدة. بعيداً […]

مابريس تيفي

لم تكن التصريحات الأخيرة لعبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، مجرد زلة لسان عابرة. حين وصف بعض المنتقدين بـ”الميكروبات” و”الحمير”، بدا الرجل كما لو أنه دخل حلبة ملاكمة لفظية بلا قفازات، في زمنٍ صار فيه المواطن أكثر حساسية تجاه الكلمة، وأكثر وعياً بأن الاحترام في الخطاب ليس ترفاً بل قاعدة.

بعيداً عن الاصطفافات السياسية، فإن مشكل خطاب بنكيران لا يكمن في مضمونه فقط، بل في طبيعته التوتيرية التي لا تفصل بين الخلاف والاحتقار، بين الجدل المشروع والتهجم غير المقبول. هو شخصية ما تزال تستأثر بمتابعة إعلامية وشعبية واسعة، لكنه لم يعد يفرّق ــ كما يبدو ــ بين منبر سياسي ومنبر تعبوي، بين النقد الهادئ والانفعال الحاد.

اللافت في هذه الحادثة لم يكن فقط وقع التصريحات، بل أيضاً نوعية الردود. فحين اختار الفنان رشيد الوالي أن يعبّر، بتلقائية مدنية، عن استيائه من لهجة بنكيران، لم يفعل ذلك كخصم سياسي أو كباحث عن شهرة، بل كمواطن يرى في الكلمة مسؤولية. لم يرد الصراخ على الصراخ، بل اختار لغة متزنة، بل وداعية للارتقاء.

لكن رد بنكيران على الوالي لم يكن في مستوى اللحظة، إذ جاء محمّلاً باللوم والانتقاص، مطالباً الفنان بانتقاء معاركه كأنما الفعل الثقافي مُلزم بالتطابق مع حسابات السياسة. ومرة أخرى، لم يخسر بنكيران فقط فرصة الاعتذار، بل خسر جولة في معركة أعمق: معركة الثقة في الخطاب.

إن دلالات هذا السجال تتجاوز الأشخاص لتطرح سؤالاً مقلقاً:
هل بات الفاعل السياسي المغربي عاجزاً عن التواصل خارج منطق الاستعلاء أو الخصومة؟


وهل نستطيع فعلاً التأسيس لحوار عمومي راقٍ إذا لم يتحمل القادة مسؤولية الكلمة؟

في زمن يعجّ بالتشنج، يكون الاعتذار شجاعة، ويكون الصمت أحياناً حكمة. أما تحويل النقاش العمومي إلى حلبة شتائم، فهو نكسة لا تليق برصيد من يتقدم الصفوف.

Leave a comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

تواصل معنا

MAPRESS TV  @2025 جميع الحقوق محفوظة