مابريس تيفي
الخميس 15 ماي 2025
أعلن محمد المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، عن اكتمال إعداد مشروع مدونة الصحافة الجديدة، مشيرًا إلى أنه بات جاهزًا للعرض على المسار التشريعي وفق الإجراءات القانونية المعمول بها. جاء هذا الإعلان خلال جلسة برلمانية خصصت لمناقشة قطاع الاتصال والإعلام، حيث أكد الوزير أن المشروع يأتي استجابة للتحولات المتسارعة التي يشهدها المجال الإعلامي، وحرصًا على ملاءمة الإطار القانوني مع مستجدات العصر الرقمي ومبادئ حرية التعبير.
وأوضح بنسعيد أن إعداد هذه المدونة تم عبر مقاربة تشاركية شملت مهنيي القطاع، وممثلي النقابات، وخبراء في الإعلام والقانون، بهدف الوصول إلى نص تشريعي متوازن يراعي حقوق الصحافيين وضمانات حرية الصحافة، دون إغفال واجبات المهنة وأخلاقياتها.
وفي معرض حديثه، أبرز الوزير أن المدونة الجديدة ستتضمن مقتضيات تهم تنظيم الصحافة الرقمية والمنصات الإعلامية الإلكترونية، كما ستعزز آليات التنظيم الذاتي للمهنة وتدقيق شروط الولوج إليها، مع الحفاظ على المكاسب المرتبطة بإلغاء العقوبات السالبة للحرية في قضايا النشر.
وأشار بنسعيد إلى أن مشروع المدونة يهدف أيضًا إلى تحصين الجسم الصحافي الوطني من الممارسات غير المهنية، من خلال وضع ضوابط واضحة لتحديد من يحق له حمل صفة صحافي مهني، وتشديد الرقابة على مصادر تمويل بعض المنابر.
وقد خلف الإعلان ترحيبًا حذرًا داخل الأوساط المهنية، حيث عبّر بعض الفاعلين عن أملهم في أن يُترجم المشروع إلى ضمانات فعلية لحرية الصحافة والتعددية الإعلامية، فيما نبه آخرون إلى ضرورة تفادي أي تأويلات قد تُقيّد حرية التعبير باسم التنظيم.
من المرتقب أن يحال مشروع مدونة الصحافة الجديد على المؤسسة التشريعية في الأسابيع المقبلة، ليفتح بذلك نقاشًا وطنيًا حول مستقبل الإعلام في المغرب، وحدود الحرية والمسؤولية في الممارسة الصحفية.