في منعطف صحي غير متوقع، اضطر عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، إلى تعليق أنشطته الحزبية مؤقتاً، بعد تعرضه لسقطة عرضية داخل منزله، نتج عنها إصابات موضعية استدعت راحة طبية وعلاجاً خاصاً، وفق ما أكدته مصادر قريبة من قيادة الحزب.
ورغم أن الوضع الصحي لبنكيران وُصف بـ”المطمئن”، إلا أن تداعيات هذا التوقف المؤقت تتجاوز الجوانب الشخصية، لتطال المشهد السياسي الداخلي لحزب العدالة والتنمية، الذي يعيش على وقع إعادة التموقع بعد نكسة 2021، وعودة زعيمه إلى الواجهة.
فقد عاد بنكيران خلال الأسابيع الأخيرة إلى ممارسة أدواره السياسية بنبرة عالية، ميزتها انتقادات لاذعة طالت صحافيين، خصوماً سياسيين، وحتى بعض مكونات الأغلبية الحكومية، مما أعاد إشعال الجدل حول أسلوبه وخطابه السياسي، الذي ظل يُقسّم الرأي العام بين من يراه صوتاً شعبياً حقيقياً، ومن يعتبره زعيماً شعبوياً يغذي الاستقطاب.
غياب بنكيران، ولو مؤقتاً، يفتح الباب أمام تساؤلات حول قدرة الحزب على الحفاظ على زخمه التنظيمي بدون حضور قياديه الكاريزمي، خصوصاً في ظل ضعف الأسماء القيادية البديلة، وتراجع الحضور الإعلامي والتنظيمي للحزب مقارنةً بسنوات سابقة.
ويترقب المتتبعون كيف سيتعامل الحزب مع هذا الغياب: هل سيكتفي بالانتظار حتى تعافي زعيمه؟ أم سيُسرّع من وتيرة تجديد نُخبه ودينامية خطابه السياسي؟ الأكيد أن الوعكة الصحية لبنكيران، وإن كانت ظرفية، تُعيد إلى الواجهة إشكالية “الزعيم الأوحد” في أحزاب ما بعد الانتقال الديمقراطي.