مابريس تيفي/الوكالات
حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، اليوم الجمعة، من أن العمليات الإنسانية في قطاع غزة “على وشك الانهيار التام”، بعد شهرين من قرار إسرائيل منع دخول جميع إمدادات المساعدات إلى القطاع.
وقالت اللجنة في بيان: “إذا لم تُستأنف إمدادات الإغاثة على الفور، لن تتمكّن اللجنة الدولية للصليب الأحمر من الحصول على الغذاء والأدوية والإمدادات الأساسية التي تحتاج إليها لمواصلة الكثير من البرامج التي تديرها في غزة”.
وأكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أنه بموجب القانون الدولي فإن “إسرائيل ملزمة باستخدام جميع الوسائل المتاحة لضمان تلبية الحاجات الأساسية للسكان المدنيين الخاضعين لسيطرتها”.
وحذرت من أنه “في حال استمرار الحصار، فإن برامج – مثل المطابخ المشتركة التابع للجنة الدولية للصليب الأحمر والذي يوفر في كثير من الأحيان الوجبة الوحيدة التي يتلقاها الناس يومياً – لن تتمكّن من العمل إلا لبضعة أسابيع”.
من ناحية أخرى، حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أن المستشفى الميداني الذي تديره في غزة يعاني أيضاً من “انخفاض خطر في الإمدادات الغذائية والطبية، في ظل استنفاد بعض الأدوية والمواد الاستهلاكية الأساسية”.
فضلاً عن ذلك، أشارت اللجنة إلى أن “تعطل شبكات المياه، بما في ذلك إغلاق قساطل المياه وتدمير شاحنات الصرف الصحي، تسبب بمخاطر عالية وغير مقبولة للإصابة بأمراض منقولة بالمياه
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن هذا الوضع الخطر تفاقم بسبب الهجمات المتكرّرة التي أثرت على عمل مرافق الرعاية الصحية والعاملين فيها.
وسلّطت الضوء على مقتل 15 من العاملين في المجال الإنساني والطبي الشهر الماضي، بما في ذلك ثمانية من العاملين في الهلال الأحمر الفلسطيني، وأضرار “جسيمة” لحقت بالمستشفيات في الأسابيع الأخيرة، محذرةً من أن هذا الأمر “أدى إلى مزيد من الشلل في النظام الصحي المنهار في غزة”.
وأشارت اللجنة إلى أن “القانون الإنساني الدولي واضح: يجب احترام وحماية العاملين في المجال الطبي والمرافق الطبية في جميع الظروف”.
وشددت على أنه “يجب السماح بدخول المساعدات إلى غزة. ويجب إطلاق سراح الأسرى. ويجب حماية المدنيين”.
وأكدت أنه “بدون اتخاذ إجراءات فورية، ستنحدر غزة إلى مزيد من الفوضى التي لن تتمكن الجهود الإنسانية من التخفيف منها”.
من جهتها، كانت منظمة الصحة العالمية قد استنكرت، أمس الخميس، ما وصفته بـ”الوضع المرعب” في غزة. وقال نائب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية مايك رايان خلال مؤتمر صحافي: “علينا أن نسأل أنفسنا: أي كمية من الدم كافية لتحقيق الأهداف السياسية لكلا الجانبين؟”.
وأضاف: “نحن نحطم أجساد وعقول أطفال غزة. نحن نجوِّع أطفال غزة، لأننا إذا لم نتحرك، فسنكون متواطئين فيما يحدث أمام أعيننا”.ويصادف الجمعة مرور شهرين على الحصار الشامل الذي يفرضه الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة. ومنذ الثاني من مارس (آذار)، لم يُسمح بدخول أي سلع تجارية أو مساعدات إنسانية إلى القطاع، في محاولة من السلطات الإسرائيلية لإجبار حركة حماس على إطلاق سراح الأسرى المختطفين منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول)ا
ومنذ فرض الحصار، تدين الأمم المتحدة ما تصفها بـ”الكارثة الإنسانية والصحية” و”خطر المجاعة” الذي يهدد 2.4 مليون نسمة. وأعلن برنامج الأغذية العالمي قبل أيام قليلة أنه “استنفد كافة مخزوناته”.
بدوره دعا توم فليتشر، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، إسرائيل أمس الخميس، إلى رفع حصارها عن المساعدات عن قطاع غزة، واصفاً وقف المساعدات الإنسانية بأنه يرقى إلى “عقاب جماعي قاس”، حسب تعبيره.
وقال فليتشر الخميس إن القانون الدولي يفرض على إسرائيل السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة. وأضاف في بيان له إن “المساعدات، وأرواح المدنيين التي تنقذها المساعدات، لا ينبغي أبداً أن تكون ورقة مساومة”.
وقال إن اقتراحاً قدمته السلطات الإسرائيلية مؤخراً بشأن طرق توزيع المساعدات “لا يفي بالحد الأدنى للدعم الإنساني القائم على المبادئ”. وكانت إسرائيل قد اقترحت تولي عملية توزيع المساعدات في غزة أو استخدام شركات خاصة لتوزيعها