مابريس تيفي

في خطوة نوعية تعكس الدينامية الجديدة للعلاقات المغربية الموريتانية، أعلن المغرب وموريتانيا عن تأسيس شراكة استراتيجية متعددة الأبعاد، ترنو إلى تعزيز التعاون الثنائي والانفتاح المشترك على العمق الإفريقي، في إطار ما سُمِّي بـ”إعلان نواكشوط”.

جاء هذا الإعلان في ختام الدورة الأولى من المنتدى البرلماني الاقتصادي الموريتاني المغربي، الذي احتضنته العاصمة نواكشوط يومي 9 و10 ماي 2025، تحت إشراف رئيسي البرلمانين، محمد بمب مكت وراشيد الطالبي العلمي، بحضور وفود برلمانية واقتصادية وفعاليات من المجتمع المدني.

الفلاحة والماشية.. من ثروات كامنة إلى مشاريع واعدة

سلّط الإعلان الضوء على الإمكانيات الطبيعية الهائلة التي يزخر بها البلدان في مجالات الزراعة وتربية الماشية، حيث تم التأكيد على ضرورة إطلاق مشاريع استثمارية مشتركة تعتمد أساليب حديثة ومستدامة، وترتكز على تكوين الفلاحين وتنظيمهم في تعاونيات، مع تشجيع الفلاحة البيولوجية التي تزايد الطلب العالمي عليها.

كما تم الاتفاق على توسيع التعاون في مجال البيطرة، لا سيما ما يتعلق بتكوين الأطر، ومحاربة الأوبئة، وتحسين السلالات الحيوانية، بما يعزز الأمن الغذائي ويقوي القدرة التصديرية للقطاع.

البحر… مجال استراتيجي للتكامل والانفتاح

إمكانات أخرى واعدة كشف عنها المنتدى، تتعلق بالمجال البحري، حيث دعا إلى تطوير استغلال الثروات السمكية بشكل مشترك ومستدام، وإنشاء منشآت مينائية ومشاريع للنقل البحري تساهم في تعزيز المبادلات بين البلدين وامتدادهما الإفريقي والأطلسي.

تكوين الكفاءات ونقل التكنولوجيا.. ركيزتان للاستدامة

أولى المنتدى أهمية خاصة للتكوين المهني والعالي، باعتباره شرطاً أساسياً لإنجاح التعاون الثنائي. وتمت الدعوة إلى تبادل البعثات المهنية، وتنظيم دورات تدريبية ميدانية، وتيسير ولوج الطلبة والمهنيين لمراكز التكوين في البلدين، بما يسمح بنقل المعرفة والتكنولوجيا وتكريس مأسسة التعاون.

البنية التحتية وتسهيل التنقل

وعلى مستوى الربط اللوجستي وتيسير المبادلات، دعا الإعلان إلى تحسين البنية التحتية العابرة للحدود، وتبسيط الإجراءات الإدارية، وتشجيع الاستثمارات، وخلق بيئة أعمال محفزة تدعم المبادرات الخاصة، وتسهل حركة الأشخاص والبضائع بشكل منتظم ومنظم.

نحو قطب إقليمي للإنتاج والتسويق

واختُتم الإعلان بتأكيد الطموح المشترك لتحويل المغرب وموريتانيا إلى منصة إقليمية للإنتاج والتسويق نحو إفريقيا وأوروبا وأمريكا، بما يعكس عمق الروابط بين الشعبين، تحت قيادة الملك محمد السادس والرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني.

ولتفعيل هذه الطموحات، تقرر تشكيل آلية دائمة لتتبع تنفيذ التوصيات والمشاريع المتفق عليها، ضماناً للنجاعة والاستمرارية.