مابريس تيفي
الاحد 18 ابريل 2025
في مشهد رمزي يحمل دلالات دبلوماسية وروحية عميقة، شارك رئيس الحكومة المغربية، عزيز أخنوش، صباح اليوم الأحد بساحة القديس بطرس بالفاتيكان، في مراسم التنصيب الرسمي للبابا ليو الرابع عشر، ممثلًا لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمير المؤمنين.
ويأتي حضور المغرب هذا الحدث العالمي تأكيدًا على متانة الروابط التي تجمع المملكة المغربية بالكرسي الرسولي، وهي علاقات ضاربة في عمق التاريخ، تغذيها قيم الاحترام المتبادل والتعاون من أجل السلم والحوار بين الأديان.
وقد شهد الحفل حضور عدد كبير من رؤساء الدول والحكومات، الذين قدموا للفاتيكان للمشاركة في هذه اللحظة التاريخية التي تُجسد بداية مرحلة جديدة على رأس الكنيسة الكاثوليكية، بعد انتخاب البابا ليو الرابع عشر يوم 8 ماي الجاري.
وعقب انتهاء مراسم التنصيب، تقدم عزيز أخنوش للسلام على البابا الجديد، قبل أن يتوجه رفقة باقي رؤساء الوفود إلى كاتدرائية القديس بطرس، حيث استُقبلوا في لقاء بروتوكولي خاص.
رسالة ملكية تؤكد استمرارية النهج المغربي
وفي رسالة تهنئة بعث بها جلالة الملك إلى قداسة البابا ليو الرابع عشر، جدد العاهل المغربي التأكيد على الأهمية التي توليها المملكة لتعزيز قيم التعايش والحوار بين الأديان، مبرزًا أن المغرب، “أرض التعايش الأخوي بين الديانات التوحيدية”، يواصل جهوده لترسيخ ثقافة السلام والوئام بين الشعوب.
البرقية الملكية لم تكن مجرد تهنئة بروتوكولية، بل حملت رسائل واضحة حول إرادة المغرب في مواصلة العمل المشترك مع الفاتيكان “على نفس روح الأخوة والصداقة والتفاهم”، وهي مقاربة دبلوماسية وإنسانية ظلت تميز سياسة المملكة تحت قيادة جلالة الملك.
البعد الرمزي والدبلوماسي
هذا الحضور المغربي الرفيع المستوى يعكس حرص المملكة على الحفاظ على علاقاتها المتميزة مع مختلف الفاعلين الدوليين، وعلى رأسهم الكرسي الرسولي، كما يُبرز الدور الذي يلعبه المغرب كجسر حضاري بين الشمال والجنوب، وبين الإسلام والمسيحية، في زمن تشتد فيه الحاجة إلى الحوار العابر للحدود والأديان.