في سياق دولي مضطرب، اختار إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أن يوجه رسائل قوية من مراكش، حيث تحتضن المدينة الدورة الثالثة من المنتدى الدولي للبرلمانيين الشباب الاشتراكيين والاشتراكيين الديمقراطيين، الذي ينظمه حزب الوردة.
لشكر، الذي كان يتحدث في افتتاح المنتدى، لم يُخفِ قلقه من المسار الذي تتجه نحوه المجتمعات، معتبرًا أن “القوى التقدمية في العالم تمر بإحدى أصعب لحظاتها خلال القرن الحادي والعشرين”. وأضاف أن تعدد الأزمات، من سياسية واقتصادية إلى إنسانية وبيئية، خلق حالة من “اللايقين الكوني” تهدد أسس التعايش والسلم الدوليين.
التقدمية في مواجهة العزلة الدولية
القيادي الاتحادي أبرز كيف أن تصاعد الحروب والصراعات في مناطق مختلفة من العالم بات يهدد المبادئ التي قامت عليها الحركات التقدمية، من عدالة اجتماعية إلى حقوق الإنسان. لكنه لم يتوقف عند حدود التوصيف، بل وجه انتقادات لاذعة لما وصفه بـ”الصمت المريب” من قبل المجتمع الدولي، وتواطؤ بعض القوى الكبرى مع دعايات تشرعن العنف وتغذي الانقسامات.
منتدى بأجندة جريئة
محاور المنتدى، كما أكد لشكر، لم تأتِ من فراغ، بل جاءت انعكاسًا لوعي جماعي لدى الشباب التقدمي في مختلف دول العالم بضرورة تجاوز المقاربات التقليدية. وأكد أن اللحظة الراهنة تتطلب شجاعة فكرية وسياسية لإبداع بدائل جديدة قادرة على الصمود أمام موجات الشعبوية والتطرف.
بين التحدي والأمل
رغم نبرة القلق التي طبعت خطابه، حملت كلماته أيضًا نبرة أمل، إذ شدد على أهمية دور الشباب في تجديد الفكر التقدمي وبناء تحالفات دولية جديدة قادرة على الدفاع عن قيم الديمقراطية والعدالة والكرامة الإنسانية.
