مابريس تيفي
في خطاب طغت عليه النبرة الساخرة والانتقادية، عاد عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، إلى واجهة السجال السياسي، متهماً رئيس الحكومة عزيز أخنوش بتنظيم “حفل باذخ” في أكوراي، ذُبح فيه 60 رأساً من الأغنام، في خطوة اعتبرها “غير لائقة” في ظل الظروف الاجتماعية الحالية التي يعيشها المغاربة.
لكن خلف هذا التصريح، بدا لافتاً أن زعيم “البيجيدي” يحاول استعادة وهج الخطاب الشعبي الذي كان يميزه في السنوات الماضية، من خلال التركيز على صور صادمة وإثارة العواطف، كذبح “ستين حولي” دفعة واحدة، لتصوير الحكومة الحالية على أنها بعيدة عن معاناة المواطن البسيط.
غير أن هذا الأسلوب لم يعد يلقى بالضرورة نفس الصدى، خاصة في ظل غياب معطيات دقيقة حول حقيقة الواقعة، أو السياق الذي تمت فيه، ما يجعل من خطاب ابن كيران أقرب إلى “التأويل السياسي” منه إلى المعلومة الدقيقة.
وفي خضم حديثه، لم يتردد ابن كيران في إعلان القطيعة مع عدد من الفاعلين السياسيين والنقابيين، مشيراً إلى أن العدالة والتنمية لم يوجه الدعوة لعزيز أخنوش، ولا لإدريس لشكر، ولا حتى لزعيم الاتحاد المغربي للشغل، الميلودي موخاريق، للمشاركة في مؤتمره الأخير. وعلّل ذلك برغبته في القطع مع من وصفهم بـ”المتاجرين بالسياسة والنقابة”.
رسائل ابن كيران، وإن حملت نَفَس المعارضة القوي، فإنها تعكس في جانب منها ارتباك المشهد السياسي العام، وصعوبة تموقع الأحزاب التي كانت ذات يوم في قلب الحكومة، وتجد نفسها اليوم على هامش القرار، تحاول استعادة التأثير عبر المنصات الخطابية أكثر من الفعل السياسي.
وقد هاجم بنكيران شباط واصفا إياه ب” الصكع “بمدينة فاس، كان شغله الوحيد هو شن الإضراب وتشجيع الطبقة العاملة على الخوض فيه دون مراعاة تداعياته.
كما أضاف أن شباط استغل الظروف وجمع المال وتوجه إلى وجهة غير معروفة ، يستمتع بالثروة التي جمعها على حساب المواطنين الدين وصفهم ب”المداويخ”
