• Home  
  • المحافظة على الغابات المغربية: استراتيجية 2020-2030 ودور الوكالة الوطنية للمياه والغابات
- مجتمع - منوعات

المحافظة على الغابات المغربية: استراتيجية 2020-2030 ودور الوكالة الوطنية للمياه والغابات

مابريس تيفي بقلم محمد ايت موحتا، “أستاذ باحث في القانون والعلوم السياسية “ تعتبر الغابات المغربية مكونًا أساسيًا من مكونات البيئة الطبيعية، حيث توفر العديد من الفوائد للبيئة والإنسان. وفي إطار الحفاظ على هذه الثروة الطبيعية، ، أطلق صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في 13 فبراير 2020 ، الاستراتيجية الوطنية لتطوير الفضاء الغابوي “غابات المغرب […]

مابريس تيفي

بقلم محمد ايت موحتا، “أستاذ باحث في القانون والعلوم السياسية “

تعتبر الغابات المغربية مكونًا أساسيًا من مكونات البيئة الطبيعية، حيث توفر العديد من الفوائد للبيئة والإنسان. وفي إطار الحفاظ على هذه الثروة الطبيعية، ، أطلق صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في 13 فبراير 2020 ، الاستراتيجية الوطنية لتطوير الفضاء الغابوي “غابات المغرب 2020-2030″ والتي تهدف إلى معالجة إشكالية التدهور وخلق توازن بين الحفاظ على الغابة ومواردها وتطويرها.

أهمية الغابات في المغرب

تلعب الغابات المغربية دورًا هامًا في الحفاظ على التوازن البيئي والتنمية المستدامة. فهي تساعد على تنظيم المناخ وتخفيف آثار التغيرات المناخية من خلال امتصاص ثاني أكسيد الكربون وإنتاج الأكسجين، وتحمي التربة من الانجراف وتحافظ على خصوبتها، مما يساهم في الحفاظ على الأراضي الزراعية وتعزيز انتاجيتها. بالإضافة إلى ذلك، توفر الغابات موطنًا للعديد من الأنواع النباتية والحيوانية، وتوفر موارد طبيعية مثل الأخشاب والمنتجات الغابوية الأخرى.

كما تساهم الغابات في حماية مصادر المياه وتحسين جودتها، وتدعم الاقتصاد المحلي من خلال توفير فرص العمل في قطاعات مثل الحراجة والسياحة البيئية. وتوفر الغابات أيضًا مناطق جذب سياحي هامة، وتعزز السياحة البيئية والتعرف على الطبيعة. ومن خلال امتصاص الملوثات الجوية وإنتاج الأكسجين، تساعد الغابات على تحسين جودة الهواء. وتوفر الغابات مناطق هادئة ومريحة للاسترخاء والترفيه، مما يعزز الصحة النفسية والعقلية. وبالتالي، تتطلب الغابات المغربية جهودًا مستمرة لحمايتها والحفاظ عليها لضمان استمرارية دورها الحيوي في الحفاظ على التوازن البيئي وتعزيز التنمية المستدامة
تواجه الغابات المغربية العديد من التحديات التي تهدد استمراريتها ودورها الحيوي في الحفاظ على التوازن البيئي.

فالتصحر والحرائق الغابوية والاستغلال المفرط والرعي الجائر والتغيرات المناخية والتلوث جميعها تؤثر على الغابات المغربية وتؤدي إلى تدهورها وفقدان التنوع البيولوجي. كما أن فقدان التنوع البيولوجي وعدم كفاية التمويل ونقص الوعي بأهمية الغابات وغياب السياسات الفعالة لحمايتها تعتبر تحديات إضافية تواجه الغابات المغربية.

هذه التحديات تتطلب جهودًا مستمرة ومتكاملة من أجل الحفاظ على الغابات المغربية. مما يدعو الحكومة والمجتمع المدني والقطاع الخاص العمل معًا لمواجهة هذه التحديات وحماية الغابات المغربية. ويتطلب ذلك وضع سياسات فعالة لحماية الغابات وتوفير التمويل اللازم لتنفيذ هذه السياسات، بالإضافة إلى نشر الوعي بأهمية الغابات ودورها في الحفاظ على التوازن البيئي.

دور الوكالة الوطنية للمياه والغابات:

تلعب الوكالة الوطنية للمياه والغابات دورًا طلائعيًا في تنزيل استراتيجية غابات المغرب 2020-2030، من خلال تنفيذ البرامج والمشاريع التي تهدف إلى الحفاظ على الغابات وتعزيز دورها في التنمية المستدامة. حيث كشفت الوكالة الوطنية للمياه والغابات أنه، في إطار تنزيل الاستراتيجية الوطنية “غابات المغرب 2020-2030”، تم الى حدود سنة 2025، تشجير حوالي 150 ألف هكتار، أي ما يعادل 25 في المائة من الهدف الإجمالي، فيما سيغطي برنامج 2025-2026 مساحة تقدر بـ 70 ألف هكتار، مما يرفع معدل الإنجاز إلى 37 في المائة من الهدف الاستراتيجي سنويا،

يتعرض المغرب لحرائق في غاباته، التي تغطي نحو 12 بالمئة من مساحته، وشهد عام 2023 نحو 466 حريقا التهمت 6 آلاف و426 هكتارا (الهكتار يعادل 10 آلاف متر مربع) من مساحة الغابات. يمتلك المغرب استراتيجية لحماية الغابة من الحرائق، تعتمد على التنبؤ بمخاطر الحرائق للحد منها.

كما تستعين الوكالة بنظام معلوماتي يعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحديد المناطق الأكثر عرضة لاندلاع حرائق بتنسيق مع متدخلين لإخماد الحرائق يعملون في إطار منهجية مشتركة، عبر استعمال الطائرات لإخمادها، فضلا عن تدخل الإطفائيين أيضا.

تعمل الوكالة الوطنية للمياه والغابات على تعزيز قدراتها في مجال مكافحة الحرائق الغابوية، من خلال استعمال المسيّرات والطائرات بدون طيار، حيث قامت باقتناء 7 طائرات بدون طيار، كما تتوفر على نظام رصد وتتبع الحرائق يمكّن من التدخل السريع. بالإضافة إلى ذلك، تعمل الوكالة على اعتماد تقنية الأقمار الاصطناعية بشراكة مع المركز الملكي للاستشعار البعدي، كما تعزز المشاركة المجتمعية في الحفاظ على الغابات وتوفر الدعم الفني والمالي للمشاريع والمبادرات التي تهدف إلى الحفاظ على الغابات.

رغم الجهود التي تبذلها الدولة المغربية للحفاظ على البيئة والغابات، فإن المسؤولية عن حمايتها تظل مسؤولية جماعية تتطلب تضافر جهود الجميع. يجب على كل فرد ومؤسسة العمل معًا لضمان استمرار الغابات المغربية في أداء دورها الحيوي في الحفاظ على التوازن البيئي للأجيال القادمة.

Leave a comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

تواصل معنا

MAPRESS TV  @2025 جميع الحقوق محفوظة