مابريس تيفي
الثلاثاء 22 ابريل 2025
تشهد مدينة السعيدية، الوجهة السياحية المشهورة على الواجهة البحرية، ظاهرة غريبة قد تبدو للوهلة الأولى غير ضارة، ولكن لها تبعات بيئية واجتماعية تستدعي الانتباه. فمع تزايد أعداد الخنازير البرية التي تجوب شوارع المدينة، خاصة في ساعات الليل، بدأ القلق يتسرب إلى نفوس السكان والزوار على حد سواء.
من بين الأسباب التي تساهم في تفشي هذه الظاهرة هو سلوك بعض المواطنين الذين يرون في إطعام هذه الخنازير نشاطًا ترفيهيًا. إذ يظهر في العديد من مقاطع الفيديو التي انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي، أفرادًا يلقون الطعام لهذه الحيوانات البرية التي تقترب منهم في مجموعات، بعضها حديث الولادة. هذا السلوك البريء في ظاهره، يحمل في طياته نتائج غير محمودة على البيئة المحلية وأمن المدينة.
تأثيرات البيئة والأمن العام
من الناحية البيئية، يؤدي هذا النوع من التفاعل إلى زيادة أعداد الخنازير البرية في المنطقة، مما يخلق خللاً في التوازن البيئي المحلي. الخنازير البرية تعد من الحيوانات التي تستهلك كميات كبيرة من النباتات والحبوب، مما يهدد المحاصيل الزراعية والأراضي الخضراء في المناطق المجاورة. هذه الظاهرة قد تصبح أكثر تعقيدًا إذا استمرت دون تدخل فعال من السلطات المعنية.
أما على صعيد الأمن العام، فهناك مخاوف من وقوع حوادث غير متوقعة بسبب تحركات الخنازير التي تتجول بحرية في شوارع المدينة. فالتقارير تشير إلى أن هذه الحيوانات أحيانًا تظهر فجأة على الطرق، مما يعرض السيارات والمارة للخطر. كما أن التصادمات مع المركبات قد تكون سببًا في حوادث مرورية قد تضر بالزوار والسكان على حد سواء.
دعوات للتدخل الفوري
تستمر الأصوات المرتفعة من سكان السعيدية في المطالبة بتدخل سريع من قبل السلطات المحلية والمجلس الجماعي لوضع حد لهذه الظاهرة. ويؤكد المتحدثون أن الوضع أصبح يتطلب خطة شاملة للتحكم في أعداد الخنازير البرية، بالتوازي مع التوعية بأهمية عدم إطعام هذه الحيوانات، التي قد يبدو تفاعل البشر معها بريئًا، لكنه يسهم في تعزيز وجودها في مناطق غير مأهولة.
من جانب آخر، يدعو المختصون في البيئة إلى ضرورة وضع تدابير وقائية، مثل إنشاء مناطق خاصة لتفريغ الخنازير البرية أو استخدام أساليب للحد من تكاثرها، كي لا تصبح هذه الظاهرة تهديدًا حقيقيًا للمنطقة في المستقبل.
خاتمة
في الختام، تعتبر مدينة السعيدية واحدة من أروع الوجهات السياحية في المغرب، ولكن استمرار انتشار الخنازير البرية قد يعكر صفو جاذبيتها. من الضروري أن تجد السلطات المحلية والمجتمع حلولًا عملية لهذه المشكلة لضمان الحفاظ على أمن المدينة وسلامة زوارها وسكانها، وكذلك حماية البيئة المحلية من التدهور الناتج عن وجود هذه الحيوانات
