• Home  
  • جيل السكاكين واللايفات… هل انفجرت القنبلة الاجتماعية في وجه حكومة تدّعي أنها اجتماعية؟
- فن وثقافة

جيل السكاكين واللايفات… هل انفجرت القنبلة الاجتماعية في وجه حكومة تدّعي أنها اجتماعية؟

مابريس تيفي الثلاثاء 15 ابريل 2025 ‎ الذي كان يُنبت الفرح صار يُنذر بالخطر‎ما بين صلاة العيد وشريط العنف… خيط رفيع من خيبة الأمل‎من تمارة إلى سلا… من الأحياء المهمشة إلى شاشات الهواتف‎جيل كامل لم يجد صوتًا يعبر عنه، فاختار أن يصرخ بالسكاكين ‎هكذا أصبح مشهد الشباب في المغرب‎شباب لا يحملون كتبًا ولا مفاتيح المستقبل… […]

مابريس تيفي

الثلاثاء 15 ابريل 2025


‎ الذي كان يُنبت الفرح صار يُنذر بالخطر
‎ما بين صلاة العيد وشريط العنف… خيط رفيع من خيبة الأمل
‎من تمارة إلى سلا… من الأحياء المهمشة إلى شاشات الهواتف
‎جيل كامل لم يجد صوتًا يعبر عنه، فاختار أن يصرخ بالسكاكين

‎هكذا أصبح مشهد الشباب في المغرب
‎شباب لا يحملون كتبًا ولا مفاتيح المستقبل… بل أسلحة بيضاء
‎شباب لا يصنعون الأمل… بل يعلنون الحرب على واقع لا يرحم
‎بوجوه متعبة، بعيون مشتعلة، بخطى تائهة في بلد أوصد الأبواب في وجوههم
‎وهم لا يحتفلون بالجريمة… بل يحتفلون بنجاتهم المؤقتة من موت معنوي طويل

‎الفيديوهات التي انتشرت بعد العيد ليست حوادث معزولة
‎إنها خلاصة سنوات من الغضب المكتوم، من التهميش المنهجي، من السياسات العاجزة
‎إنها الدليل القاطع على أن من فقد الأمل، لم يعد يهاب شيئًا
‎لا قانون، لا سُلطة، لا سجون
‎لأن السجن الحقيقي سياسات عمومية التي خانت شبابه

‎والكارثة… أن الحكومة تسوّق نفسها على أنها حكومة اجتماعية
‎لكن أيّ “اجتماعية” هذه التي تفقد فيها الأحياء أمنها؟
‎أيّ “اجتماعية” والشباب يحلمون بالهروب… أو ينفجرون في وجوه بعضهم البعض؟
‎أيّ “اجتماعية” في ظل منظومة تعليمية تخرج العاطلين لا الكفاءات؟
‎أيّ “اجتماعية” في حكومة لا تملك رؤية للشباب، ولا قدرة على احتضان أحلامهم؟

‎حكومة التبرير، لا التدبير
‎حكومة الشعارات، لا الحلول
‎تتغنى بـ”الدعم”، بـ”الأجور”، بـ”المنصات”، لكن الواقع ينزف
‎الشباب لا يحتاجون إلى 500 درهم
‎بل إلى مدارس تحترم عقولهم، إلى فرص تُنقذهم من الفراغ، إلى عدالة لا تَسخر منهم

‎في زمن صار فيه لايف الجريمة أكثر تأثيرًا من خطاب الوزير
‎وفي وطن صار فيه الشاب يرى سكينه أهم من دبلومه
‎وفي مدن صارت تخاف من ليلها أكثر من ليل الأعداء
‎لا بد أن نقولها بصوت مرتفع:
‎نحن أمام أزمة جيل… لا أزمة أمن فقط

‎الشباب لا يولدون مجرمين
‎لكن حين تُطفئ الحكومة مصابيح الأمل، فإن العتمة ستقودهم إلى الجنون
‎حين تغلق أبواب الشغل، أبواب التعبير، أبواب التقدير
‎يفتحون أبواب العنف، ولو بحد السكاكين

‎الشباب لم يخذلوا الوطن
‎الذي خذلهم… هي حكومة التي تدّعي احتضانهم
‎هي الحكومة التي تغلق أبواب الثقافة، وتفتح أبواب العقاب
‎الحكومة التي تهتم بمؤشرات السوق وتنسى مؤشرات القهر

‎فيا حكومة “الاجتماعية”… عن أي مجتمع تتحدثين؟
‎عن مجتمع اللاعدالة؟
‎عن مجتمع اللافرص؟
‎عن مجتمع ينبت فيه العنف كما ينبت العشب في شقوق الإسمنت؟

‎الشباب ليسوا أعداء الدولة
‎لكنهم يرفضون أن يكونوا وقود فشلها
‎فإما أن تصغي لهم هذه الحكومة، وتفتح أبواب الحياة
‎وإما أن ننتظر موجات جديدة من العنف… لا تُقابل بالخطابات، بل بالأكفان
لهذا سنظل نكتب ليحي الوطن، ومادمنا نكتب فنحن أحياء.

محمد إدريسي

Leave a comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

تواصل معنا

MAPRESS TV  @2025 جميع الحقوق محفوظة