• Home  
  • نحو ميثاق جديد للتشجيع الرياضي: من الشغف إلى المسؤولية
- رياضة - منوعات

نحو ميثاق جديد للتشجيع الرياضي: من الشغف إلى المسؤولية

مابريس تيفي الثلاثاء 22 أبريل 2025 افتتحت صباح اليوم بمدينة أكادير المناظرة الجهوية حول التشجيع الرياضي، في لحظة يتقاطع فيها النقاش حول الرياضة مع أسئلة الأمن، الهوية الجماهيرية، والتأطير المدني. وإذا كان عنوان المناظرة يبدو مألوفاً في شكله، فإن مضامينها تحمل مؤشرات على وعي متنامٍ بضرورة الانتقال من منطق رد الفعل إلى بناء رؤية شاملة […]

مابريس تيفي

الثلاثاء 22 أبريل 2025

افتتحت صباح اليوم بمدينة أكادير المناظرة الجهوية حول التشجيع الرياضي، في لحظة يتقاطع فيها النقاش حول الرياضة مع أسئلة الأمن، الهوية الجماهيرية، والتأطير المدني. وإذا كان عنوان المناظرة يبدو مألوفاً في شكله، فإن مضامينها تحمل مؤشرات على وعي متنامٍ بضرورة الانتقال من منطق رد الفعل إلى بناء رؤية شاملة للتشجيع في الملاعب المغربية.

المناظرة، التي يشارك فيها ممثلون عن الأندية، السلطات، روابط المشجعين، وفاعلون من المجتمع المدني، تروم وضع ميثاق وطني جديد للتشجيع، لا يكتفي بالتحذير من العنف، بل يسعى إلى تحويل الشغف الكروي إلى طاقة مدنية منظمة، تساهم في إشعاع المملكة داخلياً وخارجياً.

وتأتي هذه المبادرة في ظل التحولات التي عرفتها صورة المشجع المغربي، خصوصاً بعد كأس العالم بقطر، حيث أثبت الجمهور المغربي أنه قادر على التوفيق بين الحماسة والاحترام، بين الانتماء الوطني وروح الانفتاح. تجربة قطر تحضر بقوة في ورشات المناظرة، لا فقط كتجربة ملهمة، بل كنموذج عملي يمكن البناء عليه في تأطير التشجيع المحلي.

لكن رغم الطابع الإيجابي للحدث، تبقى التحديات قائمة. فغياب قانون واضح ينظم العلاقة بين الجماهير والأندية، وتفاوت تعامل السلطات مع روابط المشجعين من مدينة إلى أخرى، يطرح أسئلة مشروعة حول نجاعة أي توصيات ما لم يتم تثبيتها ضمن سياسة رياضية مندمجة، تشمل التكوين، البنيات، والمواكبة الإعلامية.

الجانب الإعلامي أيضاً حاضر في النقاش، حيث تؤكد المناظرة على دور الصحافة في ترسيخ ثقافة التشجيع المسؤول، وتفادي الخطاب الاستفزازي أو المنحاز. وهو رهان يقتضي مراجعة الخطاب الرياضي السائد، وتطوير آليات التحليل والتعليق، بعيداً عن الإثارة المجانية.

في النهاية، لا يمكن للتشجيع الرياضي أن يتحول إلى رافعة تنموية وسياحية، ما لم يتم الاعتراف بالمشجع كفاعل مدني له حقوق ومسؤوليات. ومن تم، فإن نجاح هذه المناظرة، لن يُقاس بعدد الكلمات، بل بقدرتها على الترجمة الميدانية، بدءاً من مدرجات الملاعب، وصولاً إلى قلب السياسات العمومية.

Leave a comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

تواصل معنا

MAPRESS TV  @2025 جميع الحقوق محفوظة