مابريس تيفي
السبت 26 أبريل 2025
في مداخلة حملت الكثير من الرسائل السياسية، وجّه نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، نقداً لاذعاً للحكومة الحالية، معتبراً أنها عجزت عن الحفاظ على الحيوية السياسية التي طالما ميزت المشهد المغربي.
وفي كلمته خلال المؤتمر الوطني التاسع لحزب العدالة والتنمية ببوزنيقة، رسم بنعبد الله صورة قاتمة للواقع السياسي، مؤكداً أن النقاش العمومي تراجع بشكل مقلق، وتراجعت معه مستويات الثقة والمشاركة الشعبية إلى أدنى مستوياتها.
واعتبر بنعبد الله أن الحكومة لم تكتفِ بالفشل في بلورة التزاماتها، بل أظهرت قصوراً واضحاً في تفعيل روح ومضامين الدستور، مما جعل رصيدها السياسي ضعيفاً وهشاً، في لحظة كان المغاربة ينتظرون فيها انطلاقة إصلاحية حقيقية.
وفي موازاة هذا التوصيف الداخلي، لم يُغفل بنعبد الله الإشادة بالتقدم المحقق على مستوى قضية الصحراء المغربية، مشدداً على أن الدفاع عن الوحدة الترابية يندرج ضمن نفس السياق النضالي الذي يجعل من القضية الفلسطينية أيضاً مسألة تحرر وطني أصيلة في الوجدان المغربي.
وفي موقف واضح ضد التطبيع، دعا الأمين العام للتقدم والاشتراكية إلى قطع كافة أشكال التعامل مع ما وصفه بـ”الكيان المارق”، مؤكداً أن هذا الكيان لا يحترم لا القانون الدولي ولا القيم الإنسانية، ومطالباً الشعوب العربية بضرورة التحرك الجماعي لوقف العدوان الإسرائيلي المستمر.
بهذا الجمع بين النقد الداخلي والموقف القومي، يبدو نبيل بنعبد الله مصمماً على استعادة صوت اليسار الوطني الذي يجمع بين الإصلاح السياسي الداخلي والدفاع عن قضايا التحرر العربي.
