مابريس تيفي
السبت 12 أبريل 2025
في قلب العاصمة الفرنسية، وتحديدًا بين أروقة قصر بروغنيار التاريخي، عاد مهرجان الكتاب في باريس ليجمع بين محبي الكلمة المطبوعة من مختلف أرجاء العالم، في احتفال أدبي وثقافي يرسّخ مكانة باريس كعاصمة للفكر والإبداع.
انطلقت فعاليات “Festival du Livre de Paris” لهذا العام وسط حضور جماهيري لافت، حيث استقبل المهرجان خلال أيامه الأولى آلاف الزوار من القراء، الكتّاب، والناشرين. وتنوعت الفعاليات بين توقيعات الكتب، الندوات الفكرية، اللقاءات المفتوحة مع كبار الأدباء، إضافة إلى معارض فنية مرافقة، وجلسات قراءة للأطفال واليافعين.
تميّزت نسخة هذا العام بحضور الأدب العربي كـ”ضيف شرف”، حيث شاركت وفود أدبية من دول عربية عدة، وقدّمت ندوات عن الترجمة، وقضايا الهوية، ودور السرد في المجتمعات المتحوّلة. ولاقى جناح الأدب العربي إقبالًا واسعًا، خصوصًا من القرّاء الفرنسيين المهتمين باكتشاف صوت جديد ومتنوّع في الأدب العالمي.
الكتاب في زمن التحوّل الرقمي
ناقشت العديد من الندوات التحديات التي يواجهها النشر الورقي في ظل تزايد هيمنة الوسائط الرقمية. غير أن الحضور الكبير للمهرجان شكّل ردًّا ضمنيًا على هذه التحديات، حيث بدا واضحًا أن شغف الناس بالكتب لم ينطفئ، بل اتخذ أشكالًا جديدة تعكس تفاعل الأجيال الجديدة مع القراءة.
منصة للحوار الثقافي
إلى جانب دور النشر الفرنسية والعالمية، كان المهرجان مناسبة للقاء الثقافات وتبادل الرؤى، حيث شارك كتّاب من مختلف الجنسيات في طاولات مستديرة حول موضوعات تتراوح بين الأدب والسياسة، واللغة والهوية، والهجرة والمنفى.
باريس تقرأ… والعالم معها
بخطى ثابتة، يواصل مهرجان الكتاب في باريس لعب دوره كمناسبة ثقافية رفيعة، تسهم في تعزيز الحوار بين الشعوب، وتأكيد أن الكلمة — مهما تغيّرت الوسائط — تبقى جسرًا بين العقول والقلوب.
