• Home  
  • مرة أخرى…تلميذ يعتدي على حارس أمن خاص بإعدادية بطنجة
- أخبار الساعة - حوادث

مرة أخرى…تلميذ يعتدي على حارس أمن خاص بإعدادية بطنجة

مابريس تيفي ليست هي المرة الأولى، وقد لا تكون الأخيرة، التي تتحول فيها ساحة مدرسة إلى مسرحٍ لحادث دموي، لكن حادثة إعدادية ابن الهيثم بمدينة طنجة، التي شهدت صباح الأربعاء اعتداءً خطيراً على حارس أمن خاص من طرف تلميذ بالسنة الثانية إعدادي، تطرح أكثر من سؤال، وتكشف عن أعطاب بنيوية لم تعد تُدار بالحزم التربوي […]

مابريس تيفي

ليست هي المرة الأولى، وقد لا تكون الأخيرة، التي تتحول فيها ساحة مدرسة إلى مسرحٍ لحادث دموي، لكن حادثة إعدادية ابن الهيثم بمدينة طنجة، التي شهدت صباح الأربعاء اعتداءً خطيراً على حارس أمن خاص من طرف تلميذ بالسنة الثانية إعدادي، تطرح أكثر من سؤال، وتكشف عن أعطاب بنيوية لم تعد تُدار بالحزم التربوي ولا حتى بالحلول الأمنية.

المدرسة التي كانت يوماً ملاذاً للتهذيب، أصبحت في حالات متكررة مرادفاً للخوف.

حادث الطعن، الذي وقع إثر تدخل الحارس لفض شجار بين تلميذين، انتهى بإخراج السلاح الأبيض… من محفظة من؟ من محفظة “تلميذ”. مشهد يلخص حالة التداخل المريع بين العنف المجتمعي والمؤسسة التعليمية. الحارس، في أداء واجبه، لم يكن يتوقع أن ينتهي به الأمر في قسم المستعجلات بمستشفى محمد الخامس.

أبعد من الحدث: لماذا كل هذا الغضب في عمر الورد؟

الطفل الذي يتحول إلى معتدٍ يحمل في داخله شحنة من الغضب، والإحباط، وربما غياب القدوة. لا يكفي أن نضعه في قفص الاتهام، لأن خلفه تقف سلسلة من الفشل: أسري، اجتماعي، وتربوي. كيف وصل سلاح أبيض إلى ساحة مدرسة؟ كيف تطورت الأمور إلى هذا الحد؟ لماذا لا تملك المؤسسة بروتوكولات تربوية واحترازية تسبق تدخل القوة البدنية؟

حارس الأمن… “الضحية المزدوجة”

الحارس، الذي يمثل خط الدفاع الأول في العديد من المؤسسات التعليمية، غالباً ما يشتغل في ظروف هشة، بدون تكوين كافٍ، وبدون حماية قانونية كافية. ومع ذلك، يُطلب منه أن يكون رجل انضباط، ووسيطاً اجتماعياً، وأحياناً حتى “معالجاً نفسياً” ميدانياً.

من المسؤول؟

في مثل هذه الحوادث، تتسابق الأطراف إلى تحميل المسؤوليات: الإدارة، الأمن، الأسرة، الدولة… لكن الحقيقة أن الجميع مشترك. المدرسة وحدها لا تستطيع أن تقوم مقام الأسرة، والأسرة المنهكة لا تقدر أن تحتضن وحدها عنف المجتمع، والمجتمع الغارق في التناقضات لا يمكنه إنتاج مواطن متوازن.

حادثة طنجة ليست رقماً يُضاف إلى سجل أحداث العنف المدرسي، بل هي ناقوس خطر جديد. لا يكفي أن نغضب للحظات، أو أن نصدر بيانات تنديد، أو نفتح تحقيقاً ينتهي إلى الصمت. المطلوب إعادة الاعتبار للمدرسة كفضاء للقيم، وتوفير الدعم النفسي داخل المؤسسات، وتعزيز تكوين الحراس، وفتح حوار وطني حول عنف القاصرين. لأن المدرسة، في النهاية، ليست مجرد بناية… إنها مرآتنا.

Leave a comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

تواصل معنا

MAPRESS TV  @2025 جميع الحقوق محفوظة