مابريس تيفي
الثلاثاء 15 أبريل 2025
عقد مجلس الأمن الدولي، الإثنين، جلسة مغلقة خُصصت لبحث آخر مستجدات ملف الصحراء، وسط دعوات أممية إلى استثمار المناخ الإقليمي المواتي لدفع مسار التسوية السياسية.
وخلال الإحاطة التي قدمها للمجلس، شدد المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، ستافان دي ميستورا، على أهمية المرحلة الراهنة، معتبرًا أن الأشهر الثلاثة المقبلة قد تمثل فرصة حقيقية لإحداث تقدم في الملف، في ظل ما وصفه بـ”الزخم الإيجابي” السائد.
وأشار دي ميستورا إلى أن التوتر الإقليمي يشهد بوادر انفراج، مستدلاً بزيارة وزير الدولة الفرنسي المكلف بالشؤون الرقمية، جان نويل بارو، إلى الجزائر ولقائه بعدد من كبار المسؤولين. واعتبر أن هذه الخطوة تعكس استعدادًا من الطرفين لتجاوز التوترات التي نجمت عن الدعم الفرنسي لمقترح الحكم الذاتي الذي تقدمت به الرباط كحل للنزاع.
وفي الإطار نفسه، استمع أعضاء المجلس إلى إحاطة من رئيس بعثة الأمم المتحدة في الصحراء (المينورسو)، ألكسندر إيفانكو، الذي قدم تقييمًا مفصلًا للوضع الميداني. وأكد إيفانكو أن جبهة البوليساريو، التي أعلنت انسحابها من اتفاق وقف إطلاق النار، لا تملك القدرة على تغيير موازين القوى عسكريًا، ولا تمثل تهديدًا فعليًا للقوات المسلحة الملكية المغربية.
كما أشار إلى أن الجيش المغربي أبدى تجاوبًا إيجابيًا مع مبادرة لوقف إطلاق النار خلال شهر رمضان، في مقابل رفض من طرف البوليساريو. ونوّه إيفانكو بالتعاون الوثيق بين القوات المغربية وبعثة المينورسو، مشيدًا بالتنسيق الميداني المستمر من خلال الدوريات البرية والجوية.
وفي سياق متصل، تطرق المسؤول الأممي إلى مشروع بنية تحتية تنفذه السلطات المغربية، يتمثل في تعبيد طريق بطول 93 كيلومترًا لربط مدينة السمارة بمنطقة أمغالا، المؤدية إلى الحدود مع موريتانيا. وأوضح أن بعثة المينورسو رصدت تقدم الأشغال في هذا المشروع، الذي يُنظر إليه كجزء من جهود المغرب لتعزيز الربط الاقتصادي جنوبًا.
وتأتي هذه التطورات في وقت يترقب فيه المجتمع الدولي إمكانية استئناف العملية السياسية بين الأطراف المعنية، وسط تأكيد أممي على ضرورة الحفاظ على الاستقرار وتهيئة الظروف المناسبة لإطلاق مفاوضات جدية تقود إلى حل سياسي دائم ومقبول من جميع الأطراف.
