مابريس تيفي
الاحد 27 ابريل 2025
في مشهد سياسي مثير، خطف مؤتمر العدالة والتنمية الأضواء، بعدما أسفرت نتائج الجولة الأولى من انتخاب أمين عام جديد للحزب عن تصدر عبد الإله بنكيران السباق بفارق لا يكاد يُرى عن غريمه وصديقه إدريس الأزمي الإدريسي. بنكيران حصد 163 صوتًا مقابل 160 صوتًا فقط للأزمي، في واحدة من أكثر الجولات إثارة في تاريخ الحزب.
لم تتوقف المفاجآت هنا. فمع نهاية الاقتراع السري، أعلن كل من جامع المعتصم وعبد العزيز العمري وعبد العالي حامي الدين انسحابهم من السباق نحو الأمانة العامة، في خطوة غير متوقعة أعادت رسم ملامح التنافس، واقتصرت المنافسة على ثلاثي المرحلة: بنكيران، الأزمي وبووانو.
انسحاب العمري، الذي خرج من الجولة الأولى وفي جعبته 111 صوتًا، زاد من سخونة الكواليس. فأصوات أنصاره الآن أشبه بالكنز الانتخابي الذي قد يحسم مصير القيادة الجديدة. من ينجح في اجتذابها؟ وهل تبقى الوفاءات السابقة حاكمة، أم أن لغة المصالح والتحالفات اللحظية ستعيد توزيع الأوراق؟
في هذه الأثناء، يدور صراع هادئ خلف الستار. مفاوضات، لقاءات جانبية، وحتى إشارات مبطنة في كلمات بعض القيادات… كل شيء يوحي بأن الجولة الثانية لن تكون مجرد تحصيل حاصل، بل معركة بكل ما للكلمة من معنى.
بين رغبة بنكيران في استعادة المجد القديم، وطموح الأزمي في تجديد النفس التنظيمي، وحضور بووانو كـ”الحصان الأسود” المحتمل… تظل كل السيناريوهات مفتوحة، بانتظار ما ستسفر عنه ساعات الحسم.