مابريس تيفي
السبت 26 ابريل 2025
وسط أجواء من الاعتراف والوفاء، خصصت الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة مساء الجمعة لقاءً مميزاً ضمن فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، لتكريم اثنين من أعمدة الإعلام السمعي البصري المغربي: ربيعة بناني ورشيد الصباحي.
لم يكن هذا الحفل مجرد لحظة عابرة ضمن أجندة رواق الشركة، بل جاء تتويجاً لمشروع متكامل أطلقته المؤسسة لإحياء الذاكرة الإعلامية الوطنية، والاحتفاء بمن صنعوا ملامحها على امتداد أكثر من تسعين عاماً من البث.
ربيعة بناني، صوت طنجة الدافئ، التي شقت طريقها إلى الإذاعة الوطنية في ستينيات القرن الماضي، كانت من أوائل النساء اللواتي جسّدن حضور المرأة المغربية في الإعلام، واضعات اللبنات الأولى لمشهد إذاعي أكثر انفتاحاً وحداثة. بنبرة تجمع بين الرصانة والدفء، كانت بناني جزءاً من تحولات الإعلام، شاهدة ومشاركة في مغربة أثيره.
أما رشيد الصباحي، فقد ترك بصمته على أجيال من المستمعين والمشاهدين، بفضل حضوره القوي وتخصصه في البرامج الثقافية والفنية. كان صوته حاضراً في كبريات اللحظات الوطنية، وعلى رأسها المسيرة الخضراء، مما أكسبه احترام الداخل وتقدير الخارج.
تكريم بناني والصباحي لم يكن مجرد استرجاع لمحطات مضيئة من الماضي، بل كان رسالة رمزية للجيل الجديد من الإعلاميين: الذاكرة ليست مجرد أرشيف، بل هي روح حية تستحق أن تُروى وأن تلهم.
في رواق المعرض، بدا واضحاً أن الإعلام المغربي، رغم تحديات الحاضر، لا يزال يعرف كيف يصون تاريخه ويكرم رواده، وفاءً لما بنوه بحب ومهنية عبر عقود.