مابريس / وكالات
في واحدة من أفظع القضايا الجنائية في تاريخ فرنسا، أسدلت محكمة فرنسية، اليوم الأربعاء 28 ماي 2025، الستار على محاكمة الجراح السابق جويل لو سكوارنيك، المعروف إعلاميًا بـ”الطبيب الشيطان”، بعد إدانته بارتكاب انتهاكات جنسية بحق 299 طفلًا على مدار أكثر من ربع قرن.
عقوبة قصوى لقضية غير مسبوقة
وأصدرت المحكمة حكمًا بسجن لو سكوارنيك، البالغ من العمر 74 عامًا، لمدة 20 عامًا، استجابة لطلب النيابة العامة التي اعتبرت أن الجرائم “تتنافى مع كل القيم الإنسانية والمهنية”. ويأتي هذا الحكم ليُضاف إلى عقوبة سابقة بالسجن 15 عامًا صدرت بحقه في عام 2020، بعد محاكمة منفصلة تتعلق بجزء من تلك الجرائم.
جرائم داخل غرف العلاج
وبحسب ما كشفت عنه التحقيقات، فإن الجرائم وقعت بين 1989 و2014 في عدة مؤسسات طبية، كان من المفترض أن توفر الرعاية والطمأنينة للأطفال المرضى، وليس العنف والانتهاك. الضحايا – وغالبيتهم في سن الطفولة – كانوا يتعرضون للتحرش والاعتداء في بيئة مغلقة، وتحت غطاء “الطبيب الموثوق”.
دفاتر الرعب
العنصر الصادم في القضية تمثل في العثور، خلال تفتيش منزل المتهم، على دفاتر مفصلة وثّق فيها الطبيب ممارساته بدقة، ما ساعد السلطات على تحديد هوية عدد كبير من الضحايا. وقد اكتشف بعض الضحايا لاحقًا أنهم تعرضوا للاعتداء، بعد مراجعة سجلاتهم الطبية.
صمت مؤسساتي وانتقادات حقوقية
القضية أثارت غضبًا شعبيًا وانتقادات حقوقية حادة، لا سيما تجاه السلطات الصحية التي سمحت للطبيب بمواصلة عمله حتى عام 2017، رغم الإدانة المسبقة التي تعود إلى عام 2005. وقد اعتُبر هذا الإهمال المؤسسي عاملاً مساعدًا في استمرار الانتهاكات.
اعترافات مرعبة
خلال جلسات المحاكمة التي انطلقت في فبراير الماضي بمدينة بريتاني، أقر لو سكوارنيك بتفاصيل الانتهاكات المنسوبة إليه، بل واعترف بوقائع جديدة لم تشملها المحاكمة بسبب التقادم. كما كشف عن اعتداءات داخل محيطه العائلي، مما أضاف طبقة جديدة من الرعب إلى القضية.
