مابريس تيفي
الخميس 15 ماي 2025
في نداء يحمل الكثير من القلق، حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من التحديات الجسيمة التي تواجهها بعثات حفظ السلام التابعة للمنظمة، مؤكدا أنها تمر بأزمة مالية غير مسبوقة تُهدد استمراريتها وفعاليتها.
وجاءت تصريحات غوتيريش، يوم الأربعاء، في ختام أشغال الاجتماع الوزاري حول مستقبل عمليات حفظ السلام، الذي احتضنته العاصمة الألمانية برلين على مدى يومين، بمشاركة ممثلين عن أكثر من 130 دولة ومنظمة شريكة.
وقال غوتيريش إن عمليات حفظ السلام “لا تواجه فقط خطر نقص التمويل، بل تعمل في بيئة عالمية تتسم بتصاعد النزاعات، وانعدام الثقة بين الفاعلين الدوليين، وتوسع رقعة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود”. وأضاف أن هذه التحديات المركبة تزيد من تعقيد مهام قوات السلام وتُعرض أفرادها لمخاطر متزايدة.
وأكد المسؤول الأممي أن قوات حفظ السلام تظل “حجر الزاوية في عمل الأمم المتحدة”، إذ تسهر يوميًا على حماية المدنيين، ودعم إيصال المساعدات الإنسانية، وضمان احترام وقف إطلاق النار، والمساهمة في بناء مسارات سلمية مستدامة في مناطق النزاع.
كما شدد غوتيريش على أن دور بعثات السلام يجب أن يتجاوز مجرد إدارة الأزمات إلى تقديم دعم سياسي فعّال يفضي إلى حلول دائمة للنزاعات، مثمنًا الالتزامات الجديدة التي أعلنت عنها عدد من الدول الأعضاء خلال الاجتماع، والتي شملت تعهدات بتوفير قدرات عسكرية وشرطية، وتقديم دعم تقني وتكنولوجي، إلى جانب عروض للتدريب المتخصص.
وقد خلص اللقاء الدولي إلى تسجيل تعهدات من 74 دولة عضو في مجالات متعددة، مما يعكس، بحسب المنظمين، إرادة جماعية لتطوير آليات حفظ السلام وتحديثها لتتماشى مع التحديات الجديدة التي تواجه العالم.
رغم ذلك، لا تزال الأزمة المالية تشكل عقبة مركزية، وهو ما دفع غوتيريش إلى دعوة الدول الأعضاء إلى الالتزام الكامل بدفع مساهماتها دون تأخير، ضمانًا لاستمرارية العمليات وبقائها أداة فعالة لحماية السلم الدولي.
