مابريس تيفي
في افتتاح الدورة الجديدة للجمعية العامة للمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، وجهت رئيسة المجلس رحمة بورقية خطاباً قوياً، نبهت فيه إلى التحديات البنيوية التي لا تزال تعيق إصلاح التعليم في المغرب، محذرة من أن التأخر في مواكبة التحولات، خاصة الرقمية منها، قد تكون له كلفة باهظة على مستقبل البلاد.
بورقية دعت إلى تسريع وتيرة الإصلاح، معتبرة أن التحولات التكنولوجية المتسارعة تفرض تحديات مصيرية، لا تحتمل مزيداً من التأجيل أو التردد. وأكدت أن المجلس، بما يضمه من كفاءات وخبراء، مطالب بتعبئة “الذكاء الجماعي” لإنتاج رؤى جريئة وتقديم مقترحات عملية تتسم بالواقعية والنجاعة.
وفي لهجة لا تخلو من القلق، اعترفت رئيسة المجلس بأن وتيرة التغيير في المنظومة التعليمية لا ترقى إلى مستوى الطموحات، بل تعترضها “قطائع” تحول دون استمرارية الإصلاح، رغم توفر الإطار القانوني المرجعي. ودعت إلى التفكير ليس فقط في الاقتراحات، بل في آليات تنفيذها وتقليص الزمن اللازم لتفعيلها، مع إشراك مختلف القوى المجتمعية في هذه الدينامية.
مفارقة صارخة سلّطت عليها بورقية الضوء، تكمن في أن التعليم المغربي قادر على إنتاج خريجين بمستوى عالمي، وباحثين يُسجلون حضوراً مشرفاً في الساحة الدولية، وهو ما يدل على وجود إمكانات قوية داخل المنظومة. لكن بالمقابل، تُظهر الأرقام حجم التحديات: نسب مرتفعة من الانقطاع المدرسي، وتكرار السنوات، وضعف في اكتساب الكفايات الأساسية، مما يسهم في إعادة إنتاج الفقر والهشاشة ويحول دون تحقيق العدالة الاجتماعية.
وختمت بورقية كلمتها بتجديد الدعوة إلى العمل المسؤول واليقظ، بعيداً عن المجاملات، وإلى مصارحة الرأي العام بحقيقة المدرسة والجامعة المغربية، في أفق بناء تعليم منصف وفعال يضمن تكافؤ الفرص ويستجيب لرهانات المستقبل.
