مابريس تيفي
الاحد 27 أبريل 2025
في مشهد سياسي يعيد تشكيل ملامح المرحلة المقبلة داخل حزب العدالة والتنمية، أطل عبد الإله بنكيران، بعد تجديد الثقة فيه كأمين عام للحزب، بكلمة اختلط فيها الاعتراف بالمرارة، والتهديد بالتصعيد، والتلميحات التي تعكس صراع الأجنحة داخل التنظيم.
بنكيران، الذي بدا هذه المرة أكثر وضوحاً في لغته وأقل ميلاً إلى المواربة، لم يخفِ أن السباق نحو الأمانة العامة كان محموماً، مشيراً إلى أن عبد الله بوانو، عبر دعمه القوي لإدريس الأزمي، كاد أن يقلب موازين التصويت. “مرافعة عظيمة” هكذا وصف تدخل بوانو، قبل أن يضيف بعبارته المميزة: “ولكن الله سلّم”.
وفي خضم حديثه، أطلق بنكيران رصاصة تحذير جديدة في اتجاه وزارة الداخلية، بإعلانه نيته رفع دعوى قضائية ضدها بسبب حجز الدعم المالي المخصص للمؤتمر، والذي قدره بـ130 مليون سنتيم. تهديد قضائي قد يشكل بداية مرحلة توتر جديدة بين الحزب والسلطات.
غير أن الأبرز في خطاب بنكيران كان ذلك التوازن الصعب بين شعور بالفرح العابر وحمل ثقيل ألقى به المؤتمرون على كتفيه. “حملتموني جبل زلاغ ومشيتم”، قال بنكيران، في استعارة جسدت حجم المسؤولية التي يعتبر أنها تفوق طاقته، لكنها أيضاً فرصة جديدة لإثبات الوفاء للنهج الذي رسمه للحزب.
وعلى عادته، حرص بنكيران على أن يعيد رسم معالم صورته داخل الحزب: ليس زعيماً منفرداً بالقرار، بل قائد وسط مجموعة من “الرجال الصعاب”، كما سماهم، في إشارة إلى طبيعة المرحلة الصعبة التي تحتاج إلى صرامة أكثر من المجاملة.
أما على مستوى العلاقات الخارجية، فقد أقر بنكيران بواقعية قاتمة: “لا أحد يدعمنا”، مفضلاً القناعة بأن الحزب، حتى وإن خفت بريقه، يظل جزءاً من المشهد السياسي المغربي، كما كان يردد الملك الراحل الحسن الثاني.
بكلماته التي جمعت بين الصدق الممزوج بمرارة التجربة، والإصرار على التحدي، يرسم بنكيران معالم موسم سياسي جديد، قد يكون عنوانه: معركة داخلية لإعادة لملمة الصفوف، ومعركة خارجية لرد الاعتبار وسط مشهد سياسي لا يرحم.