مابريس تيفي/ ام انوار
الأحد 27 أبريل 2025
أسدل حزب العدالة والتنمية المغربي الستار على مؤتمره الوطني التاسع الذي احتضنته مدينة بوزنيقة على مدى يومي السبت والأحد، بانتخاب عبد الإله بنكيران أميناً عاماً للحزب لولاية جديدة، في محطة مفصلية يسعى فيها “المصباح” إلى استعادة بريقه السياسي.
وجاء فوز بنكيران عقب عملية تصويت شارك فيها 1402 مؤتمر، صُرح بصحة 1390 صوتاً منها، فيما ألغي 12 صوتاً. وتمكن بنكيران من حصد 974 صوتاً، ما يمثل 69.4% من مجموع الأصوات الصحيحة، متقدماً بفارق كبير عن منافسيه إدريس الأزمي الإدريسي الذي نال 374 صوتاً (26%)، وعبد الله بووانو الذي حل ثالثاً بـ42 صوتاً فقط.
واعتبر متابعون أن عودة بنكيران إلى الواجهة تعبر عن رغبة واضحة لدى قواعد الحزب في استرجاع الهوية الأصلية والروح النضالية التي ميزت العدالة والتنمية خلال سنوات مضت، خاصة بعد تراجعه الكبير في الانتخابات التشريعية لسنة 2021.
ما ميز هذه المحطة الانتخابية داخل الحزب، هو الدينامية التي سبقتها، حيث شهدت أكثر من 120 مداخلة لأعضاء المجلس الوطني القديم والجديد، وهو ما فتح الباب أمام نقاش داخلي واسع قبل التصويت، في مشهد اعتبره البعض سابقةً على مستوى الممارسة الحزبية الوطنية.
في السياق ذاته، جرت أيضاً انتخابات المجلس الوطني الجديد للحزب، حيث تصدر القيادي عبد العزيز أفتاتي قائمة الفائزين، متبوعاً بالمقرئ الإدريسي أبو زيد، ثم الأمين العام السابق ورئيس الحكومة السابق سعد الدين العثماني. كما ضمت قائمة الأعضاء المنتخبين أسماء وازنة في الحزب وشبيبته وحركته الدعوية ونقابته، مما يعكس تمسك العدالة والتنمية بخطه التقليدي مع فتح الباب أمام تجديد دمائه التنظيمية.
وتشير هذه النتائج إلى توجه الحزب نحو مزيد من التشبث بخطه الأصيل، مع رهان واضح على استعادة مكانته في المشهد السياسي الوطني، وسط تحديات كبرى تنتظر القيادة الجديدة بقيادة بنكيران، سواء على صعيد إعادة بناء التنظيم الداخلي أو في خوض غمار الاستحقاقات المقبلة.