مابريس تيفي
الخميس 15 ماي 2025
عرف حي المصلى بالمدينة العتيقة لتطوان، مساء الأربعاء، حادث انهيار جزئي لواجهة بناية سكنية قديمة، دون أن يُسفر عن إصابات في الأرواح، في واقعة سلطت الضوء مجددًا على هشاشة البنية العمرانية داخل الأحياء التاريخية للمدينة.
وحسب ما أكده شهود عيان، فإن الانهيار وقع في لحظة خلت من المارة والسكان، ما جنب الحي كارثة محتملة. وتُظهر الصور المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي مشهدًا لمخلفات الواجهة المنهارة، وسط حالة من القلق بين سكان الحي الذين دقوا ناقوس الخطر بشأن واقع المباني المتهالكة.
ويُعاني عدد كبير من المباني بالمدينة العتيقة لتطوان من الإهمال، في ظل غياب الصيانة الدورية، ما يجعلها عرضة للانهيار في أية لحظة. ويُرجع سكان الحي هذا الوضع إلى تقادم البنيات التحتية، وغياب تدخلات ترميمية جادة رغم الوعود المتكررة من السلطات.
ويرى متتبعون للشأن المحلي أن الحادث يفتح مجددًا ملف حماية التراث المعماري، ويطرح تساؤلات حول مدى جدية البرامج المعلنة لترميم الأحياء العتيقة، في وقت تواجه فيه عدة مبانٍ مصيرًا مشابهًا، إن لم تُتخذ تدابير استباقية.
ويُطالب سكان المدينة العتيقة الجهات الوصية، وعلى رأسها الجماعة الترابية والسلطات الولائية، بتفعيل برامج الترميم والصيانة، واعتماد سياسة استباقية تشمل جردًا دقيقًا للمباني المهددة، ووضع خطة تمويل واضحة تدمج المقاربة الاجتماعية والتراثية في آن واحد.
وتُعد المدينة العتيقة لتطوان من أهم المراكز التاريخية في شمال المغرب، وهي مدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، ما يفرض مسؤولية مضاعفة في صيانتها والحفاظ على معمارها الفريد.
