مابريس تيفي/ أم أنوار
الثلاثاء 8 أبريل 2025
أكد رئيس المركز الاقتصادي والاجتماعي المحلل الاقتصادي علي الغنبوري أن الصيغة التفضيلية التي منحها الرئيس ترامب للمغرب، والتي تحدد الرسوم الجمركية عند 10% مقارنة بـ 28-30% المفروضة على دول شمال إفريقيا الأخرى مثل تونس والجزائر، ليست مجرد قرار اقتصادي عشوائي، بل تعكس بوضوح العلاقات الاستراتيجية المتينة بين الرباط وواشنطن، موضحا أن هذه العلاقات ترسخت بفعل عوامل متعددة، أبرزها الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء الغربية في 2020، مما يظهر أن المغرب يحتل مكانة خاصة كحليف موثوق في المنطقة، إضافة إلى ذلك، حجم التجارة بين المغرب والولايات المتحدة ليس كبيرا بما يكفي( لا يتجاوز 7 ملايير دولار ) ليشكل مصدر قلق بالنسبة للعجز التجاري الأمريكي، على عكس دول أخرى مثل الصين أو حتى بعض الدول الأوروبية، مما يجعل المغرب هدفا أقل أولوية في استراتيجية الرسوم الحمائية.
واعتبر المحلل الإقتصادي الغنبوري في تصريح لموقع “مابريس تيفي” أن هذه الرسوم، رغم تفضيلها النسبي للمغرب، تثير تساؤلات حول مدى توافقها مع اتفاقية التجارة الحرة الموقعة بين البلدين عام 2006، هذه الاتفاقية صممت لتكون إطارا يضمن إلغاء الرسوم الجمركية تدريجيا على معظم السلع المتبادلة، بهدف تعزيز التجارة الثنائية وفتح الأسواق الأمريكية أمام المنتجات المغربية مثل المنسوجات، المنتجات الزراعية، والمواد الغذائية المصنعة، و بالتالي فرض رسوم بنسبة 10%، حتى وإن كانت أقل من تلك المفروضة على دول أخرى، يبدو متعارضا مع روح الاتفاقية التي تفترض إعفاءات جمركية كاملة في العديد من القطاعات، قانونيا، هذه الرسوم لا تلغي الاتفاقية بشكل مباشر، لكنها تضعها تحت ضغط كبير، مما قد يستلزم إعادة مفاوضات أو تعديلات لمواءمة السياسة الجديدة مع الالتزامات السابقة.