• Home  
  • العيون… تتوج عاصمة للمجتمع المدني المغربي لسنة 2025
- مجتمع - منوعات

العيون… تتوج عاصمة للمجتمع المدني المغربي لسنة 2025

مابريس تيفي الجمعة 23 ماي 2025 في قلب الصحراء المغربية، وعلى رمالها التي شهدت تحولات كبرى، رفعت مدينة العيون راية جديدة وهي تُتوّج “عاصمة للمجتمع المدني لعام 2025”. حدث احتفالي، لكنه في العمق إعلان رمزي عن انتقال العمل الجمعوي إلى مرحلة نضج، واختبار لقدرته على أن يكون رافعة حقيقية للتنمية والديمقراطية التشاركية. المدينة التي لطالما […]

مابريس تيفي

الجمعة 23 ماي 2025

في قلب الصحراء المغربية، وعلى رمالها التي شهدت تحولات كبرى، رفعت مدينة العيون راية جديدة وهي تُتوّج “عاصمة للمجتمع المدني لعام 2025”. حدث احتفالي، لكنه في العمق إعلان رمزي عن انتقال العمل الجمعوي إلى مرحلة نضج، واختبار لقدرته على أن يكون رافعة حقيقية للتنمية والديمقراطية التشاركية.

المدينة التي لطالما كانت عنواناً لقضايا السيادة والوحدة الترابية، أضحت اليوم أيضاً واجهة وطنية لتجارب المجتمع المدني الناجحة، ومختبراً مفتوحاً لممارسات مواطناتية تتطلع لبناء مغرب جديد، أكثر عدلاً وتضامناً.

منصات تتحدث بلغة الوطن

بين كلمات رسمية صيغت بعناية، وتدخلات أكاديمية ناضجة، جاء افتتاح الفعاليات ليعكس تلاقي إرادتين: إرادة الدولة في دعم الفعل الجمعوي، وإرادة المجتمع المدني في إثبات جدارته كشريك دستوري كامل.
الوزير مصطفى بايتاس، الناطق الرسمي باسم الحكومة، لم يتردد في التأكيد على أن جمعيات المجتمع المدني “جزء من ورش التحول التنموي”، بل ذهب أبعد، واصفاً إياها بأنها حلقة محورية في البناء الديمقراطي.

في المقابل، كانت كلمة وزير الشباب والثقافة والتواصل، التي تلاها نيابة عنه مدير الفنون، بمثابة دعوة للاحتفاء بمكانة العيون كجسر بين الثقافة والمواطنة، بين الهوية والتنمية. فاختيار المدينة، بحسب تعبيره، ليس فقط تتويجاً لمجهودات فاعليها، بل أيضاً تكريس لرمزيتها الوطنية.

برنامج “عواصم المجتمع المدني”، الذي أطلقته منظمة المجتمع المدني الدولية منذ 2018، لا يوزع الألقاب مجاناً. إنه في العمق محاولة لتدوين جغرافيا مدنية مغربية جديدة، حيث تُقاس العواصم ليس بمبانيها، بل بمدى التزامها بقيم المواطنة والتعايش.

مصطفى الزباخ، رئيس المنظمة، اعتبر أن العيون تتوفر على “رصيد رمزي وتنموي يجعلها في صدارة مدن المغرب”، مشيراً إلى أن المدينة تحتضن اليوم ليس فقط مشاريع مهيكلة، بل أيضاً طاقات جمعوية تُراهن على التغيير البنّاء.

ما ميز افتتاح هذه الفعالية لم يكن فقط الحضور المؤسسي الوازن، بل تكريم الوجوه المحلية التي صنعت الفرق في صمت. في لحظة اعتراف نادرة، وقف الفاعلون المحليون تحت الأضواء، تقديراً لعطاء امتد لعقود في خدمة الإنسان والمكان.

ومع عرض شريط مؤسساتي عن مشاريع الجهة، بدا واضحاً أن العيون لم تعد فقط “قضية وطن”، بل باتت أيضاً “قضية نموذج”. نموذج لإمكانية تحويل المجتمع المدني من هامش نقدي إلى مركز اقتراحي، ومن كائن رمزي إلى فاعل مؤثر.

الاحتفاء بالعيون ليس مجرد لحظة إعلامية، بل محطة تأمل في معنى العمل الجمعوي، وفي قدرة المدن المغربية على صياغة سرديات جديدة. إنها فرصة لنعيد طرح السؤال المركزي: أي دور نريده للمجتمع المدني؟
في العيون، بدا الجواب واضحاً: نريده شريكاً، لا مجرد متفرج. فهل تلتقط باقي المدن الإشارة

Leave a comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

تواصل معنا

MAPRESS TV  @2025 جميع الحقوق محفوظة