مابريس تيفي
الثلاثاء 15 أبريل 2025
أظهر تقرير حديث صادر عن المندوبية السامية للتخطيط ،أن العنف في الفضاء العام بالمغرب يشهد تزايدًا مقلقًا، سواء من حيث الانتشار الجغرافي أو تنوع أشكاله، ما يثير تساؤلات جدية حول فعالية السياسات العمومية في ضمان أمن المواطنين وسلامتهم.
وحسب التقرير، فإن أكثر من 60% من المغاربة صرحوا بأنهم تعرضوا أو شهدوا نوعًا من أنواع العنف في الفضاءات العامة خلال السنة الماضية، مثل الأسواق، الشوارع، محطات النقل، والمؤسسات العمومية. وتنوعت أشكال العنف بين اللفظي والجسدي والتحرش الجنسي، حيث تم تسجيل ارتفاع لافت في حالات العنف ضد النساء.
وأكد التقرير أن النساء والشباب هم الفئات الأكثر عرضة للعنف، خاصة في المدن الكبرى كـالدار البيضاء، فاس، وطنجة. كما أبرز أن هناك علاقة واضحة بين العوامل الاقتصادية والاجتماعية وانتشار العنف، مثل البطالة والهشاشة والتهميش الحضري.
وفي تعليقها على هذه المعطيات، دعت فعاليات حقوقية ومدنية إلى ضرورة إعادة النظر في المقاربة الأمنية وحدها، والانتقال نحو مقاربة شمولية تشمل التربية، التوعية، تعزيز دور الشرطة المجتمعية، وتحسين الإنارة والبنية التحتية في الأحياء الهشة.
من جهة أخرى، أوصى التقرير بضرورة تعزيز آليات الرصد والتبليغ عن العنف، وتوفير مواكبة نفسية وقانونية للضحايا، مع مراجعة الترسانة القانونية لضمان حماية أكثر فعالية للمواطنين في الفضاء العام.
ورغم المبادرات الحكومية المعلن عنها، إلا أن العديد من المواطنين يعتبرونها غير كافية، داعين إلى تحرك جماعي يشمل الدولة، المجتمع المدني، والمواطنين أنفسهم من أجل محاصرة الظاهرة والحدّ من آثارها المدمرة على النسيج الاجتماعي.
