مابريس تيفي
السبت 12ابريل 2025
في ظل التطور التكنولوجي الهائل الذي يشهده العالم، لم تعد وسائل التواصل تقتصر على تبادل الأخبار والصور، بل تحولت إلى منصات حقيقية لبناء علاقات عاطفية قد تصل إلى الزواج. هكذا ظهرت ظاهرة الزواج عبر الإنترنت، كأحد أبرز مظاهر التغيير الاجتماعي في العصر الرقمي.
ثورة في طرق التعارف
مع انتشار تطبيقات التعارف والمواقع المتخصصة في الزواج، أصبح من السهل على الأشخاص من مختلف الجنسيات والثقافات التواصل والتعارف دون حواجز مكانية أو اجتماعية. يقول الشاب سامي، 29 عامًا: “لم أكن أتصور أنني سأتزوج من فتاة تعيش في بلد آخر، لكن علاقتنا بدأت بمحادثة عابرة على فيسبوك وتطورت إلى زواج بعد عام من التواصل.”
بين القبول والتحفظ
المجتمع لا يزال منقسمًا حول هذه الظاهرة. فبينما يرى البعض أنها وسيلة عصرية واقعية تتماشى مع نمط الحياة الحديث، يعتبرها آخرون مخاطرة قد تنتهي بالخذلان أو الاحتيال. تقول الدكتورة أمل، أخصائية في علم الاجتماع: “الزواج عبر الإنترنت يحمل فرصًا وتحديات. فكما أن هناك قصص نجاح، هناك أيضًا تجارب فاشلة نتيجة الكذب أو التسرع.”
إيجابيات لا يمكن إنكارها
- سهولة التواصل وتعدد الخيارات.
- فرصة للذين يعانون من الخجل أو العزلة.
- إمكانية تعارف أطول قبل اللقاء الحقيقي.
ولكن.. لا تخلو من المخاطر
- الاحتيال العاطفي أو المالي.
- التمثيل أو إخفاء الهوية الحقيقية.
- توقعات غير واقعية قد تصطدم بالواقع.
يؤكد خبراء العلاقات أن نجاح هذا النوع من الزواج يعتمد على مدى صدق الطرفين وشفافيتهما، بالإضافة إلى تطور العلاقة من العالم الافتراضي إلى الواقع الحقيقي. إذ أن الاستمرار في التواصل الإلكتروني فقط دون لقاء شخصي لا يمنح العلاقة أسسًا متينة.
بين مؤيد ومعارض، يبقى الزواج عبر الإنترنت ظاهرة تستحق الدراسة والمتابعة، لا سيما مع ازدياد اعتماد الشباب على التكنولوجيا في تفاصيل حياتهم اليومية. ووسط هذا التحول، تبقى القيم الأساسية – كالصراحة، الاحترام، والتفاهم – هي مفتاح نجاح أي علاقة، سواء بدأت عبر شاشة أو لقاء مباشر.