26 أبريل 2025
أثار حضور الداعية الموريتاني محمد الحسن الددو للمؤتمر الوطني التاسع لحزب العدالة والتنمية المغربي واستقباله من طرف الأمين العام للحزب عبد الإله بنكيران نقاشاً سياسياً وإعلامياً واسعاً، وسط تباين في القراءات حول دلالات هذه الخطوة.
محمد الحسن الددو، وهو من أبرز الشخصيات الدينية في موريتانيا، سبق أن أدلى بتصريحات اعتبرها كثيرون مسيئة للوحدة الترابية للمملكة، خصوصاً موقفه من اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية. غير أن حضوره لمؤتمر الحزب الإسلامي المغربي جاء في سياق سياسي وتنظيمي، يطرح تساؤلات حول مدى استحضار خلفيات مواقفه السابقة أثناء دعوته.
بعض المتابعين يرون أن استقبال الددو كان تصرفاً غير محسوب، نظراً لحساسية ملف الصحراء المغربية، الذي يشكل نقطة إجماع وطني لا تقبل أي تهاون. بينما يعتبر آخرون أن الخطوة قد تكون نابعة من منطق ديني أو فكري، بعيد عن الحسابات السياسية المرتبطة بالقضايا السيادية، خصوصاً وأن حزب العدالة والتنمية لطالما حافظ على مواقف رسمية داعمة للوحدة الترابية.
في هذا السياق، دعا محللون سياسيون إلى التفريق بين اللقاءات ذات الطابع التنظيمي أو الدعوي وبين المواقف السياسية الرسمية، مع التشديد على ضرورة توخي الحذر في انتقاء الشخصيات المشاركة في مناسبات حزبية ذات طابع وطني، تفادياً لأي تأويل سلبي.
وتبقى أعين المتابعين شاخصة نحو قيادة حزب العدالة والتنمية، مترقبة توضيحاً رسمياً، يبدد الغموض المحيط بهذا الجدل، ويؤكد مجدداً التزام الحزب بثوابت المملكة التي تشكل أساس الإجماع الوطني.
