• Home  
  • ابن كيران يعيد خلط الأوراق: رفض التطبيع دون مواجهة الدولة
- أخبار الساعة - سياسة

ابن كيران يعيد خلط الأوراق: رفض التطبيع دون مواجهة الدولة

في مشهد سياسي تتداخل فيه الرسائل العاطفية بالمواقف السياسية البراغماتية، اختار عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، أن يعيد رسم ملامح موقع حزبه في مشهد التطبيع المغربي الإسرائيلي، وذلك خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني التاسع للحزب ببوزنيقة. ابن كيران، الذي لطالما عرف بخطابه المباشر وقدرته على مخاطبة مشاعر الجمهور، أقرّ بأن سعد […]

في مشهد سياسي تتداخل فيه الرسائل العاطفية بالمواقف السياسية البراغماتية، اختار عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، أن يعيد رسم ملامح موقع حزبه في مشهد التطبيع المغربي الإسرائيلي، وذلك خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني التاسع للحزب ببوزنيقة.

ابن كيران، الذي لطالما عرف بخطابه المباشر وقدرته على مخاطبة مشاعر الجمهور، أقرّ بأن سعد الدين العثماني، الأمين العام السابق ورئيس الحكومة السابق، وجد نفسه في “موقف محرج” عند توقيعه الاتفاق الثلاثي مع إسرائيل والولايات المتحدة. ومع ذلك، شدد على أن الحزب نفسه “لم يوقع ولم يصادق”، مقدماً بذلك محاولة واضحة لفصل القرار الحكومي عن الانتماء الحزبي، رغم أن العثماني كان يقود الحكومة باسم الحزب آنذاك.

وفي خطوة تحمل طابع المزاوجة بين الإدانة والاحتواء، صرح ابن كيران أن الحزب “ضد التطبيع”، لكنه حرص على القول: “لا ندين دولتنا، نتفهم ما وقع”، في محاولة لعدم الاصطدام المباشر مع خيارات الدولة الاستراتيجية، مما يطرح أسئلة عميقة حول مدى قدرة الحزب على الموازنة بين خطابه المعارض ومسؤوليته السياسية السابقة.

الشعارات المرفوعة خلال المؤتمر، من قبيل “الشعب يريد إسقاط التطبيع”، وجدت صدىً لدى ابن كيران الذي صادق عليها لفظياً، لكنه حصرها في مربع الرفض الأخلاقي دون الدفع نحو أي مسار احتجاجي عملي.

وفي الوثيقة السياسية التي لم يقرأها بسبب “ضيق الوقت وميله إلى الارتجال”، حسب تصريحه، شدد الحزب على ضرورة إغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي، وتجميد الاتفاقيات، ومواجهة ما سماه “الاختراق الصهيوني”، مطالباً كذلك بحل لجنة الصداقة البرلمانية مع الكيان الإسرائيلي.

غير أن توقيت هذا التصعيد، الذي يأتي بعد سنوات من توقيع الاتفاق، يثير تساؤلات حول خلفياته: هل يتعلق الأمر بترميم صورة الحزب داخلياً بعد الهزيمة الانتخابية؟ أم بمحاولة لاستعادة موقعه ضمن التيار الشعبي الرافض للتطبيع؟

في خطابه، لم ينس ابن كيران توجيه رسائل إلى قادة عرب، في تحرك يبدو رمزياً أكثر منه عملياً، حين خاطب السيسي وعبد الله الثاني داعياً إياهم إلى نصرة الفلسطينيين ولو بـ”قطعة خبز أو شربة ماء”، مستخدماً لغة وجدانية تشبه تلك التي كانت تميز خطابات مرحلة الربيع العربي.

وبين خطاب وجداني يسعى لاستعادة شرعية فقدها، وموقف سياسي يحاول الحفاظ على الخيط الرفيع مع الدولة، يبدو حزب العدالة والتنمية اليوم أمام مهمة صعبة: كيف يكون معارضاً ومسانداً في الآن ذاته؟

Leave a comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *

تواصل معنا

MAPRESS TV  @2025 جميع الحقوق محفوظة